تشمل: السيف والمكحلة وقطعة من قميصه وعصاه وشعرتان من اللحية رحلتها من (أثر النبي) إلي مسجد الحسين مرورا بالغورية والقلعة وقصر عابدين تشرفت مصر ببعض آثار النبي (ص) ،وهي محفوظة في حجرة خاصة بمسجد سيدنا الحسين بالقاهرة تقصد بالزيارة
أول ما عُرف عن هذه الآثار النبوية : كانت عند بنى إبراهيم في (ـينبع)، وأنها بقيت موروثة عندهم من الواحد إلى الواحد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم اشتراها في القرن السابع واحد من (بني حنا ) وهو "الصاحب تاج الدين محمد بن حِنَّا ". وبنى لهذه الأشياء رباطاً جمعهم فيه المعروف الأن بـ (أثر النبي) ونقلت إلى الغورية ثم المسجد الزينبي ومنها إلى القلعة ثم لديوان الأوقاف ثم قصرعابدين وأخيراً في مسجد سيدنا الحسين في الحجرة المشهورة المعروفة.
هناك من حصر وعدّ هذه الآثار بالزيادة والنقصان، وسبب ذلك أن من الرواة من لم يرها، فذكر ما نقل له عنها بالسماع، ومنهم من تساهل في استقصاء عددها واكتفى بذكر بعضها، ولقد أحسن من احتاط منهم فأعقب عبارته بقوله:(وغير ذلك) والذي يتحصل من مجموع هذه الروايات أنها:
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (6/9) : «وبلغني أن بالديار المصرية مزارًا فيه أشياء كثيرة من آثار النبي ﷺ اعتنى بجمعها بعض الوزراء المتأخرين فمن ذلك مكحلة وميل ومشط وغير ذلك، والله أعلم».
قال أبو الفلاح الحنبلي في شذرات الذهب (8/28) (قطعة من العنزة، وقطعة من القصعة، ومرود ،وملقط، ومخصف....إلخ .
وقال السيوطي في حسن المحاضرة (2/273) : "قطعة خشب وحديد وأشياء أخر من آثار رسول الله " اشتراها أي (التاج ابن حِنَا) من بني إبراهيم أهل ينبع، ذكروا أنها لم تزل موروثة عندهم من واحد إلى واحد إلى رسول الله ، وجعلهم في رباط على النيل عرف برباط الآثار أو "مسجد آثار النبي" المعروف الآن بـ " أثر النبي" بناه ((تاج الدين محمد بن حنا)) المولو دفي عام ٦٤٠هـ و وفاته سنة ٧٠٧هـ .
واستنبط العلّامة برهان الدين الغَزِّي من القرآن آية في حق الآثار وهي قوله تعالى:(فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ) سورة الروم آية 50 وقرئت آثار فأثر رحمة الله هو المطر ومدد النيل منه والمكان مطل على النيل وآثار رحمة الله هي آثار النبي ﷺ بدليل قوله تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) سورة الأنبياء 107 ولا يجتمع الأثر والآثار في سائر الدنيا إلا بمصر خاصة، فهذا أعظم فخر لها». (فتأمل).
[ السلطان الغوري] نقل الآثار النبوية الشريفة "أثناء سنة ٩٠٦هـ ، إلى آخر سنة ٩٢١ هـ". من رباطها (أثر النبي) وجعل لهم قبة بناها في أوائل القرن العاشر المعروفة الآن بجامع الغوري.
نقل الآثار النبوية إلى مسجد سيدنا الحسين:
وفي (التاريخ الحسيني) للعلامة الببلاوي( صـ 36 ): "نقلت الآثار النبوية من القبة ( قبة الغوري) إلى المسجد الزينبي، ثم نقلت بموكب حافل إلى خزانة الأمتعة بالقلعة، ثم نقلت منها سنة ١٣٠٤هـ إلى ديوان الأوقاف، وفي سنة ١٣٠٥هـ نقلت إلى قصر عابدين مقر الخديو، ومنه نقلت في السنة المذكورة إلى المسجد الحسيني ولما تولى الخديو عباس حلمي باشا سنة ١٣٠٩هـ حكم مصر رأى أن ينشئ للآثار حجرة خاصة فتم إنشاؤها سنة ١٣١١هـ ".
وهي التي تقصد بالزيارة في مسجد سيدنا الإمام الحسين عليه السلام بالقاهرة.
الآثار النبوية الباقية إلى يومنا هذا:
وهنيئاً لزوار الآثار النبوية
يا عين إن بعد الحبيب وداره .. ونأت مرابعه وشط مزاره
فلقد ظفرت من الزمان بطائل ... إن لـم تـريـه فـهـذه آثاره
رزقنا الله و إياكم زيارة بيته الحرام و زيارة نبيه عليه الصلاة والسلام
أحمد عبدالحليم خطاب
باحث شرعي بدار الإفتاء